e-Learning Ecologies MOOC’s Updates
التعلم المرئي
مفهوم التعلم المرئي وأهميته:
يدور مفهوم التعلم المرئي حول مدى تأثير المعلمين في تعلم طلبتهم، وإدراكهم لذلك، ويسعى لاستخلاص العوامل والعناصر المختلفة التي تجعل المعلمين مؤثرين في تعلم طلبتهم من أجل التدريب عليها وإعداد المعلمين المبتدئين في ضوئها. ولذلك يرى جون هاتي وكلاوس زيرر أنّ أحد أهم الجوانب المؤثرة في رفع مستوى التحصيل لدى الطلبة يتمثل في نظرة المعلمين للتعلم ودورهم فيه، بصفتهم مسؤولين عن التدريس والتقييم، وهم وكلاء تغيير وخبراء للتعلم.
ومفهوم التعلم المرئي برز نتيجة للدراسات التحليلية الضخمة والتي أخذت وقتا طويلا من الباحثين، وأشار المؤلفان إلى ذلك بقولهما: “استغرق العمل في الدراسة التعريفية للتعلم المرئي من خمسة عشر عاما إلى عشرين عاما. وتضمن العمل دراسة أكثر من 800 تحليل بعدي ضم ما يقرب من 80000 ألف دراسة شارك فيها 250 مليون متعلم. ولم يكتمل حتى الآن العمل في مشروع التعلم المرئي. وبلغت حصيلة التحليلات البعدية التي تمت دراستها حتى هذه اللحظة – لحظة كتابة الكتاب – 1400 تحليل بعدي، لكن بعد ذلك لم يكن هناك تغير كبير حول الرسائل الرئيسة للدراسة” (ص18).
ويتضح مفهوم التعلم المرئي بصورة دقيقة من خلال هذا الكتاب الذي يتمحور حول الأفكار الرئيسة التي تُميز بين المعلمين الذين لهم تأثير قوي على الحياة التعليمية للطلاب وبين من لهم تأثير ضعيف في ذلك. وهذا هو الغرض من الكتاب. ويسعى المؤلفان إلى إبراز أهم الجوانب التي ترتبط بفاعلية المعلمين وتأثيرهم في تعلم الطلبة، وألا ينخدع المعلمون والقائمون على التعليم بالتعلم الذي يحدث لدى بعض الطلبة الذي قد يتم بدون التأثر المباشر بأداء المعلمين، ويعلق المؤلفان في صفحة 20 على أحد الأشكال البيانية الناتجة من أبحاثهما: يوضح هذا التوزيع وبشكل عملي أنّ كل شيء يحدث في المدرسة والفصل الدراسي قد يؤدي إلى رفع الأداء الأكاديمي. أو بعبارة أخرى فإنّ 90% إلى 95% مما نقوم به يزيد من معدل التحصيل الدراسي للطلبة. وقد تظن أنّ ذلك يطمئننا نحن كمعلمين، لكن الأمر ليس كذلك في الحقيقة. غير أنّ الشيء الوحيد الذي توضحه هذه النتيجة هو أنّ الأشخاص يتعلمون طوال الوقت – وأحيانا رغما عنا. ولعل ذلك يفسر السبب وراء ادعاء الجميع وجود أدلة على صحة تأثيرهم. ولذلك سعى المؤلفان لإبراز جوانب تأثير المعلمين في تعلم الطلبة من خلال جمعهم وتحليلهم للكثير من الدراسات التربوية حول العالم، وبناء على ذلك وضعا الأطر العقلية العشرة للتعلم المرئي.
الإطار العقلي الأول للتعلم المرئي:
يتمثل هذا الإطار العقلي للتعلم المرئي في: “إنّ الخبرة التعليمية إنّما تتضح من خلال الكيفية التي يفكر المعلمون من خلالها فيما يقومون به”. ويتضح هذا الإطار من خلال هذا المثال: تتخيل أنّك تتعامل مع معلمين اثنين، كل منهما يعد دروسه بشكل مناسب وبأسلوب متقن. وبينما يضع أحد المعلمين رسالته الأساسية في الدرس بصيغة “أرغب في تقديم درس جيد”، يضع المعلم الآخر هدفه من الدرس بصيغة “أود أن أبرز مدى تأثيري على الطلاب في نهاية الدرس”. يبدو هذان الإطاران العقليان مقنعين من الوهلة الأولى، إلا أنّه بإعادة النظر فيهما يتضح الفارق بينهما، فالمعلم الأول سيكون راضيا إذا أدرك في نهاية الدرس أنّ درسه سار على ما يرام وأنّ الطلاب شاركوا في الدرس على نحو جيد ولم يحدث شغب أو مشكلات تعطل سير الدرس، وأنّ المحتوى الأهم في الدرس قد تم إيضاحه.
كل ذلك بالطبع مهم للمعلم الآخر أيضا، غير أنّ هذا المعلم لن يعتمد على حدسه فحسب بل سيبحث عن أدلة لذلك. ولذا سيضطر على الأقل في نهاية الدرس ولربما خلال الدرس أيضا إلى تولي دور المقيِّم بشكل متكرر والاستماع إلى طلابه بدلا من الحديث إليهم وإبراز الجوانب التعليمية، وتوضيح ما يستطيع الطلاب القيام به في تلك اللحظة وما لا يستطيعونه. ولن ينتهي الدرس دون محاولة المعلم إبراز تأثيره من خلال أداء النتائج عن تعلمهم الدرس.
وفي ضوء هذا الإطار العقلي للتعلم المرئي يقدم المؤلفان بعض التوجيهات:
ليكن تأثيرك في تعليم طلابك ملموسا ومرئيا في نهاية الدرس.
قم ببعض الإجراءات في مرحلة التدخل لقياس مدى تأثيرك في التحصيل الدراسي للطلاب ولجعل التعلم ملموسا ومرئيا حتى تكون قادرا على التعامل مع هذه المسألة في مرحلة التدخل.
استخدم التقييم البنيوي لجعل التعلم ملموسا ومرئيا.
الإطار العقلي الثاني للتعلم المرئي:
يتمثل هذا الإطار العقلي للتعلم المرن في: “بالتقييم أتعرف على مدى تأثيري وعلى الخطوات التالية المنتظر مني القيام بها”. وهذا يعني أنّ تقييمات الطلبة لا تمثل تغذية راجعة مهمة للطلبة فحسب، لكنها تحمل قدرا أكبر من الفائدة للمعلمين أنفسهم، فهي تمدهم بمؤشرات حول التدريس الذي يدرسونه ومن ثم بكل ما يتصل بالقضايا التربوية.
وتشمل التقييمات كل المهمات التي يؤديها المعلم أو الطلبة سواء كانت اختبارات أو تعليقات على الأداء أو المناقشات أو العروض التقديمية، والواجبات المدرسية، وكل ما له دور في الكشف عن مستوى تعلم الطلبة، وعلى دور المعلم في تحقيق التعلم. ويتشكل هذا الإطار العقلي للتعلم المرئي من ثلاثة عوامل وهي: الوقت المحدد للمهمة، والتقييم البنيوي، والاستجابة للتدخل.
وفي ضوء هذا الإطار العقلي للتعلم المرئي يقدم المؤلفان بعض التوجيهات:
راجع مستويات تحصيل الطلبة كما هي واعلم أنّ التغذية الراجعة هي عنك ولك.
فسر الأخطاء التي يقع فيها المتعلمون واستحضر وأنت تقوم بذلك طريقتك في تدريسهم.
قرر في وقت مبكر نوعية المهام التي يتعين تضمينها في واجب مدرسي معين وتكون على المستويات أحادية التركيب، ومتعددة التركيب، ومستويات التفكير العقلاني ومستويات وضع ملخصات بحثية معبرة.
ناقش مستوى التحدي الذي وضعته للدرس مع أحد الزملاء. وضع في اعتبارك مستويات تحصيل الطلبة وتحقق من مدى ملاءمة مستوى التحدي لهم.
استخدم المهام الدراسية لتوضيح الأسئلة التالية: أي من أهدافي قد تحققت في الدرس؟ ما الفائدة التعليمية التي نجحت في توصيلها إلى الطلبة؟ ما الطرق التي تبين لي أنّها مفيدة في تطوير عملية التعلم؟ وما الوسائط المفيدة لتحسين عملية التعلم؟
تحقق مرة أخرى من أنّ طلابك قد تعلموا هذه المادة التعليمية، حتى لو كنت متيقنا من ذلك: فالتحقق من هذا الأمر أفضل من مجرد التقين منه.
الإطار العقلي الثالث للتعلم المرئي:
يتمثل هذا الإطار العقلي للتعلم المرن في: “أتعاون مع زملائي وطلابي في وضع تصوراتي عن مستوى التقدم الذي أحرزه وعن مدى تأثيري”. أي أنّ الخبرات التعليمية هي نتاج للتبادل والتعاون، ومهما كان الفرد ناجحا بصورة فردية فإنّه حتما سيكون أكثر نجاحا إذا ما تعاون مع غيره. ولذا فإنّ هذا المفهوم له أهمية بالغة في تحفيز روح الجماعة وتحفيزها بين الأفراد.
ويعرض المؤلفان نتائج مجموعة من الأبحاث التي تؤكد على حقيقة واضحة وهي ضرورة التدريب على اكتساب المهارات والأطر العقلية اللازمة للنجاح في التعاون بين المعلمين وتبادل الخبرات فيما بينهم. وعلى ضوء هذه الخلفية وفي هذا الإطار العقلي تتمثل الخطوة الأولى في معرفة سلوكياتك المتعلقة بتبادل الخبرات والتعاون، ومن ثمّ استخدام تلك المعرفة لتحديد المجالات التي يكون فيها للتعاون الأعلى تأثير إيجابي دائم. والقائمة التالية التي تضمن خطوات التعاون قد تكون مفيدة في هذا الصدد:
تبادل المناقشات.
الدعم والنقد المتبادل.
المشاركة في تخطيط الدروس وتقييمها.
المشاركة في إلقاء الدرس.
وفي ضوء هذا الإطار العقلي للتعلم المرئي يقدم المؤلفان بعض التوجيهات:
اعلم جيدا أنّ الخبرات التعليمية الناجحة تتضمن التعاون.
تبادل الأفكار مع زملائك وناقش المسائل التعليمية.
ألق نظرة على المواد التعليمية معا مثل أوراق العمل، أو الرسومات على السبورة، أو الواجبات الدراسية.
انظر لمستويات التحصيل الدراسي للطلبة باعتبارها أساسا لتبرير تبادل الخبرات والتعاون.
الإطار العقلي الرابع للتعلم المرئي:
يتمثل هذا الإطار العقلي للتعلم المرن في: “أنا وكيل تغيير واعتقد أنّ جميع الطلبة يستطيعون تحسين مستواهم في التحصيل الدراسي”. ولتوضيح هذا الإطار يمكن عرض هذا الموقف: عندما يقرر أحد الطلبة المهتمين والمتحفزين بدرجة عالية استكشاف مجال جديد من المعارف ولكن والديه يخبرانه بأنّه: لا يستطيع القيام بذلك الأمر، فهو صعب للغاية. فكيف سيكون تعلم هذا الطالب؟ وهل ستختلف عملية تعلم هذا الطالب نفسه عندما يسمع عبارة أخرى مثل: أنت قادر على القيام بالمهمة. إننا نثق في قدراتك.
وفي ضوء هذا الإطار العقلي يتبين أنّ هناك علاقة وثيقة بين التعلم ووجهات النظر، وخصوصا وجهة نظر المعلم وتأثيرها في تحفيز الطلبة، ووجهة نظر أولياء الأمور وتأثيرها في ثقة الطلبة، ووجهات نظر الأقران وتأثيرها في مشاركات الطلبة، ووجهات نظر الطلبة أنفسهم وتأثيرها في رؤيتهم لأنفسهم، هل يرون أنفسهم مجرد مستقبلين لمحتوى تعلمهم أم منتجين له.
وإذا لم يستجب الطالب للتعلم فإنّ ذلك يرجع إلى عدم توصلنا بعد إلى استراتيجية تساعد على تنفيذ عملية التعلم بالشكل المناسب، فالتعلم الناجح يتطلب وجهات نظر موجهة نحو أهداف محددة، وهذه مسؤولية كل المحيطين بالطلبة (وهم المعلمون وأولياء الأمور والأقران)، وذلك من أجل بناء ودعم ووضع وجهات نظر إيجابية، ويستلزم ذلك بالضرورة أن ترى نفسك وكيلا للتغيير.
وفي ضوء هذا الإطار العقلي للتعلم المرئي يقدم المؤلفان بعض التوجيهات:
استخدم استراتيجيات متنوعة للإدارة الصفية.
حاول استخدام استراتيجيات وقائية لمعالجة السلوك المضطرب في الفصل الدراسي.
لا تُعد ابتكار كل شيء، بل جرب ما هو متاح بالفعل عن طريق البحث عن أدلة تثبت ذلك.
طور مسارات التعلم عن طريق تطبيق مجموعة متنوعة من استراتيجيات التحفيز والتمايز والتدريب. وعند القيام بذلك لا تنس احتمالات إبراز نجاح مسارات التعلم.
الإطار العقلي الخامس للتعلم المرئي:
يتمثل هذا الإطار العقلي للتعلم المرن في: “أسعى للتحدي ولا أكتفي ببذل قصارى جهدي”. وهذا يعني أنّه لابد أن تكون عملية التعلم حافلة بالتحديات وأنّ الاهتمام بهذه الفكرة وضمان مناسبة مستوى التحدي هي المهمة الأساسية للمعلم.
وهناك مجالان لتطوير هذا الإطار العقلي للتعلم المرئي هما: أولا لابد من فحص المهام التي يريد المعلم تكليف طلبته بها وبمساعدة زملائه إن أمكن، واضعا في ذهنه مستوى التحصيل الدراسي المستهدف حسب تصنيف (SOLO). وإذا كان كثير من المهام المستهدفة مقصورة على مستوى معين، فإنّه ينبغي على المعلم القيام بإعداد الأسئلة أو المهام المستهدفة للمستويات الآتية في التصنيف.
وثانيا لابد من إعادة التفكير في كيفية صياغة الأهداف، وعلينا أن نتذكر التأكيد على أنّ الأهداف التعليمية الفعالة يجب أن تراعي سلوكيات الطلبة التي يمكن ملاحظتها كما يجب أن تراعي ظروف مراقبة سلوكياتهم، ومعايير التقييم لدى الطلبة والمعلمين، ومن ثمّ النتائج التي نستطيع استخلاصها من هذه المعايير.
وفي ضوء هذا الإطار العقلي للتعلم المرئي يقدم المؤلفان بعض التوجيهات:
اضمن وضوح الأهداف لطلبتك من خلال توضيحها لنفسك أولا.
حاول أن تصل إلى تفاهم مع طلبتك بخصوص أهدافك.
وضح ما يتضمنه نجاح عملية التعلم وكيف يتم إظهاره.
استخدم تحليل مستويات التعلم الأولية https://www.new-educ.com/lanalyse-de-lapprentissage لطلبتك كأساس لصياغة الأهداف على مستويات التحصيل الدراسي المختلفة.
ضع أهدافا متمايزة تضمن إحداث توازن بين مستوى الصعوبة ومستوى التحصيل الدراسي.
الإطار العقلي السادس للتعلم المرئي:
يتمثل هذا الإطار العقلي للتعلم المرن في: “أقدم تغذية راجعة لطلبتي وأساعدهم على فهمها وأستوعب التغذية الراجعة الموجهة لي وأعمل بمقتضاها”. فالتعلم والتدريس عمليتان تعتمدان على التحاور، والمعلمون الناجحون هم الذين يستطيعون تقديم تغذية راجعة إلى طلبتهم حول عمليات التعلم، ويطالبونهم في الوقت نفسه بتزويدهم بتغذية راجعة عن عمليات التدريس التي يمارسونها.
ومن بين أهم الخطوات اللازمة لتعزيز هذا الإطار العقلي هو إلقاء نظرة فاحصة على سلوكيات تقديم التغذية الراجعة، وذلك بأن تسأل نفسك: هل أن معلم يفضل تقديم تغذية راجعة أم معلم يفضل طلب تلقي تغذية راجعة من الآخرين؟ وهل أنا معلم أظهر للطلبة أنني أستطيع تلقي واستيعاب والعمل وفق التغذية الراجعة التي أتلقاها منهم؟ وهنا نوصي بأن يطلب المعلم من أحد زملائه ملاحظة مستويات التغذية الراجعة التي يقدمها في دروسه حتى يستوضح منه مدى اشتمال تغذيته الراجعة على مدلول السؤال الآتي: إلى أين سأتقدم في المرحلة القادمة؟
وفي ضوء هذا الإطار العقلي للتعلم المرئي يقدم المؤلفان بعض التوجيهات:
قدم تغذية راجعة مدروسة على مستويات مختلفة، منها ما يكون على مستوى المهام، أو على مستوى العمليات، أو مستوى التوجيه الذاتي اعتمادا على مستوى الطالب في دورة التعلم.
لا تتردد في تقديم تغذية راجعة على مستوى التوجيه الذاتي.
تجنب التغذية الراجعة التي تتكون من عبارات جوفاء.
قدم تغذية راجعة من زوايا مختلفة وحاول أن تكون لها صلة بالماضي والحاضر والمستقبل.
أدخل على درسك مراحل بينية تناقش فيها مع طلبتك مدى وضوح الأهداف، وفهم معايير النجاح، ومدى قابلية محتوى الدرس للفهم، ومدى ملاءمة الطرق المستخدمة وجدوى الوسائط.
حدد مستويات التعلم للطلبة في نهاية الدرس عن طريق تكليفهم مثلا بمهمة أو إجراء الاختبار، ومن هنا تكون نقطة انطلاقك في الدرس التالي.
الإطار العقلي السابع للتعلم المرئي:
يتمثل هذا الإطار العقلي للتعلم المرن في: “أشارك في الحوار مع الآخرين بنفس مقدار حواري الذاتي”. وهناك كثير من الطرق العملية التي يمكن من خلالها تعزيز ذلك الحوار الثنائي مثل الأحجية الجماعية، وتركيب الصور المقطوعة، وطريقة حوض السمك، وطريقة عرض الأفكار الفردية، إلى جانب إدخال أفكار جديدة من جانب الطلبة طوال الوقت.
ولذلك يعتبر تطعيم الدروس بعناصر نقطة انطلاق جيدة تهدف إلى رفع مستوى الحوار الثنائي بين الطلبة بطريقة منهجية ومدروسة، بما يتضمن إشراك الجميع في مجموعة العمل وتقييم تأثير الحوار الثنائي على تعلم الطلبة واستيعابهم.. ويجب أن يكون الأساس المنطقي الذي يتم الاعتماد عليه في هذا السياق هو أدلة التعلم، وأن يكون المبدأ التوجيهي للمعلم هو: التعرف على تأثير المعلم.
وفي ضوء هذا الإطار العقلي للتعلم المرئي يقدم المؤلفان بعض التوجيهات:
زود حصتك الدراسية بجلسات حوار ثنائي.
استعن بمبادئ التعليم المباشر عند وضع خطة درسك.
حاول أن تتسم بدرجة من الوضوح بشأن الأهداف والمحتوى والطرق والوسائط قبل إلقاء الدرس.
تأكد أنك توصلت إلى تفاهم مع طلابك بشأن الأهداف والمحتوى والطرق والوسائط.
قسم الفصل إلى مجموعات لإتمام المهام المحددة.
لا تجعل تنظيم الطلبة في مجموعات هو الغاية في حد ذاته.
استغل تأثير الأقران في تطبيق صور تعلم تعاوني.
الإطار العقلي الثامن للتعلم المرئي:
يتمثل هذا الإطار العقلي للتعلم المرن في: “أخبر الطلبة بوضوح منذ البداية بسمات التأثير الناجح من البداية”. أي أنّ التعلم الناجح يتطلب الوضوح، ولا نعني به وضوح عملية التعلم ذاتها فحسب وإنّما وضوح نتائجه أيضا. فكلما زادت قدرة المعلمين داخل الفصل في توضيح معايير النجاح للطلبة، كلما كانت جهود الطلبة أكثر فاعلية واستمرارية.
وفي ضوء هذا الإطار العقلي للتعلم المرئي على المعلم أن يضع معايير النجاح في مكان بارز في حجرة الفصل الدراسي، وأن يرجع إليها أثناء شرح الدروس، وأن يطرح التحديات، أن يوجد مناخا من الالتزام الذاتي والثقة والتوقعات المنطقية والتصور المفاهيمي.
وفي ضوء هذا الإطار العقلي للتعلم المرئي يقدم المؤلفان بعض التوجيهات:
قم بصياغة معايير مناسبة للنجاح لتحقيق أهداف الدرس.
وضح معايير النجاح في عملية التعلم واذكرها.
استعن بدراسات الحالة في عملية التعلم لتوضيح أهداف التعلم ومعاييره.
اختم كل درس بوضع هدف لمراجعة أهداف التعلم ومعايير النجاح.
تأكد أنّ الطلبة يفهمون معايير النجاح من خلال تلقي تغذية راجعة.
الإطار العقلي التاسع للتعلم المرئي:
يتمثل هذا الإطار العقلي للتعلم المرن في: “أقوم ببناء علاقات وروابط ثقة حتى يحدث التعلم في بيئة آمنة تقبل بالأخطاء والتعلم من الآخرين”. أي أنّ التعلم يتطلب بناء علاقات إيجابية بين الطلبة والمعلمين، أو بين الطلبة وأقرانهم، ولذلك يعتمد التعلم بصفة رئيسة على بناء علاقات، وكلما كانت تلك العلاقات آمنة وحافلة بالثقة كلما ازدادت قدرة الطلبة على التعلم. وتعد هذه العلاقات الإيجابية مؤشرات للتعلم، فهي تمثل موردا يستغل في المواقف الحافلة بالتحديات حيث يحتاج الطالب فيها إلى أن يشعر بمزيد من الثقة حتى تتوفر لديه الجرأة لطلب المساعدة وإعادة المحاولة، وتبادل المعارف والخبرات على نحو منفتح مع أقرانه.
وبناء على هذا الإطار العقلي للتعلم المرئي يطلب من المعلمين أن يضعوا في أذهانهم ضرورة الاهتمام بالسوك العام، ووضعية الجسم والإيماءات وتعبيرات الوجه ونبرة الصوت والابتسامة والتواصل بالعين. ولا يهم في هذا السياق أن نركز فقط على ما يقوله المعلمون بحجرة الدراسة وإنّما يهمنا أيضا التركيز على كيفية ما يقولونه وأسبابه.
وفي ضوء هذا الإطار العقلي للتعلم المرئي يقدم المؤلفان بعض التوجيهات:
قيم التوقعات التي تحملها لطلبتك.
تجنب أساليب العزو السببي.
حاول أن تتخذ موقفا منفتحا وإيجابيا تجاه عمليات تعلم طلبتك.
ضع في اعتبارك أنّ الجميع قادر على التعلم حتى في الحالات الميؤوس منها.
متى لاحظت طلبتك يحاولون إنجاز مهام تعليمية، أظهر لهم تقديرك لما يقومون به من أعمال وإنجازات.
راع لغتك واستخدم التعبيرات التي توحي للطلبة أنّهم يستطيعون تحقيق الأهداف المنشودة من خلال المحاولة والجهد. وتذكر دائما أنّ عبارة “ليس بعد” أفضل كثيرا من عبارة “لا”.
أفسح المجال للفكاهة والمرح داخل الفصل الدراسي واضحك مع طلبتك.
كن قدوة واستغل أثر تغيير السلوك بشكل إيجابي.
تأكد أنّك تظل تتمتع بالمصداقية في سلوكياتك، وكن أمينا ومنصفا بتفسيرك لأسباب اتخاذك لقراراتك.
الإطار العقلي العاشر للتعلم المرئي:
يتمثل هذا الإطار العقلي للتعلم المرن في: “أركز على التعلم ولغته”. أي أننا لا نبدأ من نقطة الصفر عندما نتعلم شيئا جديدا، إذ إننا نبدأ التعلم بمهارات سابقة لدينا مصحوبة بالرغبة والحماس، فالتعلم عملية نشطة ذاتية التوجيه، إلا أنّ النجاح لا يتوقف على الطالب وحده، وإنّما يعتمد إلى حد بعيد على المعلمين، وذلك لأنّهم هم من يقررون مدى تمتع الطلبة بالقدرات اللازمة للتعلم الفردي، أو التعلم الجماعي، أو التعلم من خلال تلقي مساعدة كبيرة من خبراء هذا المجال. بل إنّ معرفة المعلمين بمستوى التعلم الأولي للطلبة ورغبة المعلمين في اتخاذه نقطة انطلاق لعملية التعلم فكرا وتطبيقا تعتبر بمثابة متطلبات أساسية لنجاح عمليتي التدريس والتعلم.
وفي ضوء هذا الإطار العقلي للتعلم المرئي يقدم المؤلفان بعض التوجيهات:
تذكر المستوى أحادي التركيب والمستوى متعدد التراكيب والمستوى العلائقي والمستوى المجرد الموسع.
ضع في حسبانك مفاهيم الكفاية الذاتية للطلبة.
حاول تقييم التحفيز لدى طلبتك.
خذ فكرة عن طريقة أداء طلبتك في المواقف الحافلة بالتحديات وخصوصا عن مدى وعيهم واجتهادهم في أدائهم.
تجنب الإفراط في تحميل الطلبة عبئا معرفيا وذلك من خلال تجنب الدروس غير المنظمة التي تتكون من مهام غير واضحة وأوراق عمل مربكة ورسومات توضيحية على السبورة.
احرص في جميع مراحل درسك وخصوصا تلك التي تتضمن أنشطة مستقلة ألا تجعل مستوى التحدي مرتفعا للغاية أو منخفضا للغاية، وتدخل بحذر إذا تطلب الأمر ذلك
التعليم المرئي يختصر الوقت و الجهد
التعليم المرئي يختصر الوقت و الجهد