e-Learning Ecologies MOOC’s Updates
الذكاء التعاوني في بيئات التعلم الحديثة
لسنوات عدة، كان التقويم في التعليم يعتمد اعتمادًا كليا على الاختبار الذي يقدمه المعلم لطلابه، وغالبا ما كان يأتي هذا الاختبار في نهاية الفصل الدراسي، أو في نهاية الوحدة التعليمية على أقل تقدير. ولأن هذا الاختبار يسير في اتجاه واحد؛ فهو غالبًا ما كان يبنى على إجابة نموذجية واحدة، وهذه الإجابة مستقرة في ذهن المعلم؛ الأمر الذي يستدعي أن يحرص المتعلم على البحث عن هذه الإجابة النموذجية، وأن يقدمها لمعلمه.
هذا الوضع يفترض أن كل المتعلمين سيقدمون ذات الإجابة، وسيفكرون بذات الطريقة، بل حتى سيقومون بنسخ إجاباتهم وتكرارها! إننا نصنع نسخ متماثلة من المتعلمين.
ولأن المتعلمين يتمايزون، وبينهم فروق فردية متعددة، وعلى مستويات متنوعة؛ فإن الطريقة الأنسب لتقديم الدروس، ومناقشتها، ومن ثم تقييم مستوى المتعلمين فيها، هو: التشارك في عملية التعلم، ومداولة النقاش، وطرح الحوار بشكل علني ومباشر؛ بحيث يتاح للمتعلمين أن يستمعوا لبعضهم، وأن يعلقوا على إجاباتهم، فيستحسنوا بعضها، ويقوموا البعض الآخر، أو ينتقدوه.
إن هذه الطريقة تتيح للمتعلمين أن يكتشفوا كيف يفكرون، وكيف يفكر أقرانهم، وأن يستفسروا عن أسباب الإجابات، وعن طريقة بنائها؛ وكل هذا يضيف لهم وسيلة تثبت الدروس في أذهانهم، وتثري رحلتهم التعليمية، وتنمي لديهم مهارات ناعمة مميزة، كالحوار، والحجاج، والإقناع، والتشارك، والتفاوض.
ولأن بيئات التعلم التقليدية قد لا تناسب الأساليب التعاونية في التعلم، أو لا تتيح لنا كمعلمين تنفيذ أساليب التعلم التعاوني؛ فإن التقنيات الحديثة تتيح ذلك، وتدعم التواصل، وتشجع على الترابط والتشارك، وتبادل الآراء ووجهات النظر في سلسلة لا متناهية من النقاشات، والحوارات، والردود المتسلسلة والهرمية.
يمكن أن يتم ذلك عن طريق المدونات، أو غرف الدردشة الجماعية، أو تطبيقات التواصل الاجتماعي، والمنتديات التعليمية.. والكثير من الوسائل التي تقدمها التقنيات الحديثة في كل يوم جديد.