يعتبرالصف المقلوب أحد أبرز التوجهات الحديثة في مجال تكنولوجيا
التعليم. حيث تعتمد هذه الاستراتيجية على نقل الأنشطة الصفية إلى خارج الصف ، بينما تحرص على
تخصيص وقت الصف لمزيد من أنشطة التعلم الإثرائية وتنمية المهارات المعرفية والعقلية العليا لدى الطلاب.
هذه الاستراتيجية بشكل عام تعمل على زيادة كفاءة وفعالية النظم التعليمية القائمة عن طريق استخدام
مقاطع الفيديو التعليمية المسجلة مسبقا وعرضها على الطلاب خارج الأوقات الرسمية للدراسة. كما
تعمل على إتاحة المزيد من الوقت للمعلمين لإدارة عمليات التعلم بكفاءة أثناء أوقات الدراسة الرسمي.
ومن المعلوم فإن النظم التعليمية الحالية بحاج ة المزيد من الأنشطة التفاعلية والتعليمية الحديثة والتي تعزز
من مهارات التفكير العليا لدى الطلاب كالمناقشة وأنش طة التعلم القائمة على حل المشكلات. لذا قد
يكون مجديا استخدام التصميم التعليمي للصف المقلوب في رفع كفاءة وفعالية هذه الأنظمة. حيث يعمل
الصف المقلوب على تقديم حلول ناجعه وثابته للتغلب على تقليدية التعليم بشكل عام وفي تطوير
أساليب التعليم والتعلم ودعمها باستخدام التكنولوجيا الحديثة بشكل خاص.

ماهية الصف المقلوب ؟
تعد استراتيجية الصف المقلوب  أحد الطرق الحديثة للتغلب على
تقليدية التعليم عبر الوصول الى دمج التكنولوجيا بشكل فاعل لما تقدمه من "إمكانات هائلة لتغيير أساليب
واستراتيجيات التعلم والتعليم القائم على الانترنت" (Bergmann & Sams, 2012: 25) .
يشير Bishop and Verleger (2013) بأن ظهور استراتيجية الصف المقلوب تعزى إلى
حركتين عالميتين رئيسيتين. ا ر لحكة الأولى هي التطور التكنولوجي على مستوى العالم من ناحية الاختراعات
والأدوات والأجهزة التكنولوجية التي أتاحت بشكل كبير انتقال المعرفة وانتشارها على مستوى العالم بأقل
تكلفة وبأسرع وقت. الحركة الثانية والمرتبطة بشكل كبير بتطور الأدوات التكنولوجية هي حركة تطور
أساليب واستراتيجيات نقل المعرفة ومحاولة تفعيلها والاستفادة منها.

ولنجاح هذه الاستراتيجية، فإنه يجب مراعاة شروط تطبيق الصف .
المقلوب كما يحددها Abeysekera and Dawson (2014) :
• التغيير في كيفية استخدام الوقت داخل الصف
• التغيير في كيفية استخدام الوقت خارج الصف
• القيام بأنشطة كانت تعتبر من الواجبات المنزلية داخل الصف
• القيام بالأنشطة التي كانت تعد أنشطة فصلية خارج وقت الصف
• الأنشطة الصفية يجب أن تراعي تعلم الطلاب الفاعل، و التعلم من الأقران، وكذلك أساليب
حل المشكلات
• يجب القيام بأنشطة تعلمية تسبق وقت المحاضرات أو الدروس الرسمي
• يجب القيام بأنشطة تعلمية تلحق وقت المحاضرات أو الدروس الرسمي
• يجب تفعيل دور التكنولوجيا وبخاصة استخدام الفيديو التعليمي )ص، 3

DeGrazia et al. (2012)وبالنسبة لدور الفيديو التعليمي، يشير

 إلى أهميته، وفعاليته في النقاط التالي:
1 . يجب أن يكون الفيديو التعليمي قصيرا ومركز ا
2 . يجب أن يسمح الفيديو التعليمي للمدرسين باستخدام وقت المحاضرات الرسمي في دعم عمليات
التعلم لدى الطلاب وتحفيزهم للتعلم من أقرانهم والقيام بأنشطة تعلم جماعية تركز على المواد
المكتوبة والمرئية
3 . يجب أن يدعم الفيديو التعليمي عمليات التعلم عن طريق إعطاء الطالب زمام الأمور في عمليات
التعلم
4 . يمكن استخدام الفيديو التعليمي من قبل أعضاء هيئة التدريس في جميع التخصصات بدون
استثناء، وذلك لتوفر الأدوات اللازمة له ببساطة كاليوتيوب وبرامج تسجيل الفيديو علىالحاسب الآلي وكذلك على الأجهزة المحمولة بدون الحاجة الى توفير برامج وأدوات متخصصة
يصعب الحصول عليها
5 . بمجرد إعداد الفيديو التعليمي ونشره، فمن السهولة الرجوع إليه وتعديله والعمل عليه وعرضه
واستخدامه في العديد من المرات
6 . يعمل الفيديو التعليمي على مراعاة الفروق الفردية للطلاب ومراعاة أساليب تعلمهم المختلفة
)ص، 3

flipped classroom

إمكانات الصف المقلوب وأهم مميزاته
من مميزات الصف المقلوب بشكل عام عدم محدوديته لفئات معينة من الطلاب أو المعلمين أو
منهج محدد، أو حتى مستوى دراسي معين (Bergmann & Sams, 2012) ، حيث يشير Stone (2012) أنه من الواجب على جميع المعلمين تبني هذه الاستراتيجية الحديثة لأهميتها، وعدم الوقوف عند
العراقيل التي قد تصاحب تطبيقها كالزمن اللازم لإعداد موادها وتصميم مصادر التعلم فيها. هذا لأن
الصف المقلوب يتيح للمعلم الفرصة الكافية للاستماع لمعظم الطلاب ومناقشتهم حول مدى استيعابهم
ومدى تحقق الأهداف المرجوة (Stone, 2012) . إضافة إلى هذه المميزات، فإن الصف المقلوب قد
يلعب دورا مهما في تطوير التعليم ومستوى الطلاب من خلال تحفيزهم على التعلم الفردي ودعم الأنشطة
التعلمية المتمركزة حولهم (Mason, Shuman & Cook, 2013) .
كما يتميز الصف المقلوب عن الطرق التدريسية التقليدية بالعديد من المميزات يمكن تلخيصها
في النقاط التالية:
1 . مواكبة التطور التقني والاتجاهات الحديثة في التعليم: تتطور التقنية بشكل سريع عالميا، وهذا
يحفز الكثير من التربويين لتبني أفكار جديدة وقائمة على التقنية وعدم الانعزال في نظم تقليدية
قد لا تكون مناسبة في كثير من الأحيان للمتعلم الرقمي في القرن الواحد والعشرين.

التغلب على التقليدية وزيادة فاعلية التعلم: حيث من المعلوم بأن الحصة الدراسية مؤقته في .
خمس وأربعين دقيقة تقريبا. هذا الزمن في ظل اتجاهات التعليم الحديثة قد لا يك و ن كافيا لتنمية
المهارات العقلية العليا للطلاب والمتعلمين، كما أنه لا يسمح بتخصيص وقت للتعلم الفردي
للطلاب ولا يتيح فرصة كافية للمعلم للقيام بأدواره كاملة من حيث أنشطة التدريس وأنشطة
التعلم المصاحبة. لذا فإن نقل عمليات التعلم خارج الصف وتخصيص كامل الزمن الرسمي لتوضيح
المفاهيم وإجراء التجارب والقيام بأنشطة التعلم التفاعلية عن طريق المناقشات أو أسلوب حل
المشكلات أو عمل التجارب قد يكون له دور إيجابي في رفع كفاءة التعلم وزيادة فاعليته.
3 . اللامحدودية: لا يح دد استخدام الصف المقلوب بفئة عمرية معينة، أو محتوى دراسي معين، أو
نظام تعليمي قائم بحد ذاته. بل على العكس من ذلك تماما. فقد اتفق المختصون في مجال
تكنولوجيا التعليم بأن الصف المقلوب يمكن تطبيقه في أي نظام تعليمي بغض النظر عن نوعيته
أو مدى إمكاناته.
4 . تفريد التعليم: من أهم أسس تطبيق الصف المقلوب هو جعل المتعلم مسؤولا عن تعلمه خارج
الصف تحت إشراف المعلم الخبير والمقتدر. هذا الاتجاه في التعليم قد يساعد على جعل الطالب
أكثر كفاءة وفعالية. كما يمكنه من التخلص من الصورة السلبية له في نظم التعليم التقليدية
المعتمدة على الإلقاء والاستماع.
5 . مراعاة الفروق الفردية: من المعرف بأن استخدام التقنية قد يراعي الفروق الفردية بين الطلاب.
وذلك ينبع من كون عمليات التعلم القائمة على استخدام التقنية غير محدودة بزمن أو مكان
معينين. بل بالعكس من ذلك، فالتقنية قد تجعل عمليات التعلم متاحة 24 / 7. وهذا بدورة قد
يتيح للطالب أو المتعلم التقدم في عمليات التعلم بما يتناسب مع قدراته الفردية دون تحديد زمن
معين لتحقيق التعلم وتحقيق الأهداف المرجوة.

. الاستمرارية: عند تصميم أدوات وأنشطة التعلم للمرة الأولى وخاصة الفيديو التعليمي، تصبح6
هذه الأدوات والأنشطة متاحة للتعلم بشكل مستمر وإمكانية استخدامها من قبل المعلم في
الدروس المستقبلية.

يمكن أن يفيدك الرابط التالي في فهم الاستراتيجية أكثر:

https://www.youtube.com/watch?v=g4sAz-StIdo