سيتضمن مشروعك ثلاثة أقسام:
في القسم الأول، سوف تحدد وتصف خطر أمني
في القسم الثاني، سوف تلخص تأهبك واستجابتك لهذا الخطر
في القسم الثالث، سوف تحدد ممارسة جيدة أو حل محلي لتحسين التأهب والاستجابة لهذا الخطر
سيتضمن مشروعك ثلاثة أقسام:
في القسم الأول، سوف تحدد وتصف خطر أمني
في القسم الثاني، سوف تلخص تأهبك واستجابتك لهذا الخطر
في القسم الثالث، سوف تحدد ممارسة جيدة أو حل محلي لتحسين التأهب والاستجابة لهذا الخطر
كانت صبيحة يوم غير عادي من شهر ايار من عام 2015 حيث لم يمضي على المعركة الكبرى التي جرت في شوارع المدينة سوا ايام قليلة خلفت الكثير من القتلى وسببت موجة نزوح كبيرة الى المناطق الاخرى لم يبقى في المدينة الا الفقراء ممن لم يستطيعو تحمل تكاليف السفر والنزوح بعد خروجها عن سيطرة الحكومة وسيطرة الطرف الاخر عليها لايوجد شي مطلقا ضمن المدينة لا مشافي ولامياه ولا دواء ولا غذاء لم يتبقى احد سوى فرع الهلال الاحمر وبعدد قليل من المتطوعين لم يتجاوز الثلاثين متطوع فقط تعودو ان ينامو بثياب الاسعاف واحذيته وهم وقوف احيانا لانهم لايعرفون متى يبدء العمل وان ساعات الهدوء قليلة جدا لان كل يوم تلى المعركة يحمل الكثير من القصف للمدينة سواء في الليل او النهار و في الصباح الباكر الحرب لاتعرف الرحمة ويسقط الكثيرون الا ان يومنا المذكور كان الاسوء حيث عاد احد افران المدينة الاهلية للعمل وتجمع الاهالي بكثرة لتامين حاجتهم الما سة للخبز وبكل اسف تعرض الفرن للقصف المركز سقط الكثير من الاهالي بين مصاب وقتيل على الفور انطلقنا استجابة لنداءت الاستغاثة ولدى الوصول كان المنظر مريعا الكثير من الجثث والعالقين تحت الانقاض والجرحى نساء واطفال ورجال تجمهر الكثير من الاهالي لمساعدة المنكوبين في المنطقة فقمت بنقل عدة حالات دفعة واحدة الى مركز الهلال الاحمر كونه النقطة الطبية الوحيدة ويتواجد بها طبيبن تطوعا بعد المعركة الدامية للعمل لدى الهلال الاحمر خدمة للاهالي ولاننا لا نملك سوى سيارتين للاسعاف وعدد المصابين كبيرولدى وصولي بدءت سيارات المدنينن بالوصول تحمل عدد من الجرحى والقتلى ولم يمضي سوى لحظات عاد القصف الى نفس المنطقة علما انني قد طلبت من الاهالي اخلاء المنطقة وترك الامر لاصحاب الاختصاص ولكن قلة التوعية وادراك الخطورة جعلت الحوار شبه مستحيل وتصادف اثناء القصف بمرور سيارة تحمل براميل وقود بنزين مما سبب حريق وسقوط عدد اكبر من القتلى والجرحى فاق ال150 جريح وانطلقت نداءات الاستغاثة الى الريف المجاور تطلب بالمساعدة وتم نقل الجميع الى مركز الهلال كان العدد ضخما جدا لم ارى في حياتي كلها الدماء تسيل كالنهر مثلما كان في ذلك اليوم شعرت بالعجز والضعف وبعد تقديم الاسعافات الاولية بحسب الامكانيات كان فريقي الاول في الانطلاق لتحويل الحالات الى اقرب المشافي الذي يبعد 25 كم انطلقت انا ومسعفين اثنين ومعنا اربع مصابين الاول مبتور الساقين وهي امراءة عجوز والثاني مصاب بشظية في الصدر وصعوبة بالتنفس والثالث حروق في كامل القسم العلوي من الجسم والرابع كسور في الساعد ولدى وصولنا للمشفى لم يتم استقبالنا بسبب كون الحالات التي معاما حرجة جدا وطلب منا التوجه الى الحدود وكان اعلينا العودة الى المدينة ومن ثم التوجه الى الحدود اي حوالي 60 كم انطلقت وفي الطريق تبعتني سيارة اسعاف تحمل مصاب لان السائق لم يكن يعرف الطريق مررنا بالمدينة ولدى خروجنا منها متوجها الى المعبر الحدودي سمعت دويا كبيرا نظرت الى الخلف لاجد ان سيارة الاسعاف قد انقلبت ونزلت في وادي على طرف الطريق توقفت وهرعنا لانقاذ من بالسيارة كان الجميع بخير ولكن كان بحوزتهم مصاب بشظية بالعين لايمكن ان تتركه وتذهب لذلك وضعته بسيارتنا واصبح عدد المصابين خمسة وعاودت الانطلاق وفي منتصف الطريق توقف تنفس المصاب بالجرح النافذ بالصدر فبدءت جولة التنفس الصناعي كان هناك ازدحام شديد في السيارة كنا ثلاثة وعدد المصابين اكبر منا بكثير قمت بتثبيت المراءة مبتورة الساقين على الكرسي المجاور للنقالة مستخدما حبال لضمان عدم تحركها ووضعت المصاب بشظية في العين بوضعبة الممدد على الارض بقرب الباب وعدت لاساعد في التنفس الصناعي احسست بان الطريق طويل جدا واننني لن اصل ابدا ولدى وصولنا الى المشفى تم توزيع الحالات بسرعة على غرف الطوارى وعدنا بسرعة لنكمل عملية النقل الى المشافي تاثرت كثيرا حين رايت الفريق يبكي خلال العودة حزنا على ما جرى وبعد الانتهاء من الاستجابة تمكننا من اقناع المجتمع المحلي بعدم التجمع امام الافران وان يتم توزيع الخبز الى نقاط فرعية في الاحياء ليتم بيعه للناس حفاظا على اوراح المدنين وحتى لا تتكرر الماساة ولان فرع الهلال هو المنظمة الحيدة التي بقيت في المدينة ولم تتهرب من مسؤوليتها اتجاه المجتمع المحلي فلم يبقى اي جهة حكومية او منظمة اخرى سوانا وتحملنا المسؤولية الاخلاقية وما تمليه علينا مبادئنا السبعة فقمنا بعقد سلسلة من الدورات الاسعافية والندوات للمجتمع المحلي للتعريف بالقانون الدولي وقوانين الحرب وعمل منظمة الهلال الاحمر العربي السوري كان لهذه الدورات الاثر الكبير في التفاف الاهالي حول المنظمة وتقديم الدعم لها والوقوف معها حينما حاولت بعض الاطراف المسيطرةعلى المدينة الاستيلاء على الفرع وكان الاهالي هم الحامي للفرع ولكن تلك قصة اخرى لاتخلو من العبر والمواقف الانسانية سردت لكم ماجرى من البداية الى النهاية حتى تتخيل ما مررت به في ذلك اليوم المشؤوم انا اعلم انه كان هناك الكثير من الخطورة في الميدان ولكن ضميرك الانساني كمسعف وكفريق وحيد يخدم اكثر من 300 الف مدني بقيو ضمن المدينة لن يسمح لك ان تتراجع لانهم اهلك في النهاية وشكرا لحسن متابعتك صديقي